02‏/08‏/2009

فى بلدنا...........

يتعلم المواطن فى بلدنا إبداء الرأى بمنتهى الصراحة دون اللجوء إلى إعادة صياغة الجمل أكثر من عشرين مره_على الأقل_قبل أن يفكر فى التفوه بكلمة.فللكلمات معان و إيحاءات و من ثم عواقب قد تكون أبعد من ما يرمى إليها قائلها و قد تكون لا تمت صلة بما يقصده قائلها ،يفسرها كل فرد على حسب تفكيره هو و ليس تفكير قائلها واضعاً فى الإعتبار بعض الأحكام المطلقه دون محاولة منه للتأكد من صحة أفكارة و ظنونه و أحياناً أوهامه فيأتى الهجوم و الكراهية و التشنج خاصة إذا كان الطرف الأخر فى الحوار ممن يقدسون الأشخاص وعاشق من عشاق القولبة الفكريه التى تحقق فى أغلب الأوقات المكاسب فى شتى المجالات و قد تُحيله بقدرة قادر إلى شخصية مُقدسة فلا يُناقش و لا يُخطئ أبداً.و هناك من يجيد فن الحصار بأنواعه ......نعم للحصار أنواع .......فمن الأفراد من يقوم بحصار المرء فى حالة مزاجية أو حالة نفسية معينه و ذلك بالرغم من أن دوام الحال من المحال....فإذا إعتادوا على سعادة و بهجة شخص ما .....لا يتقبلون حزنة .و إذا إعتادوا على حزن و كآبة شخص ما .......لن يتقبلوا مزاحه لينال جرعة أخرى من الكآبه دون التطرق لفكرة الإحتواء .و إذا وجدوا شخصاً ناجحاً سارعوا نحوه و تملقوه نعم التملق........اما إذا فقد مصدر نجوميته ينفضوا من حوله ليتابعوا أخباره من بعيد لمعرفة عنه كل الجديد فى ترقب البعض و حزن البعض الأخر و سعادة منافسيه.
خوفاً من عواقب الكلمات يتعلم المرء تبديل كلماته بكلمات آخرين فتصبح كلماته ليست كلماته و مشاعره ليست على ماتبدو ..يخشى سعادته و يخشى حُزنه و يخشى قوته و يخشى ضعفه رغبة منه فى إستمرارية حياته حتى لا يصبح قاعدة شاذه و يعيش فى سلام فلا يصبح الا قالب لغيره و ذلك لأن من خالف قاعدة القولبة لم يعرف للإستقرار طريق.

ليست هناك تعليقات: